علاج تأخر الكلام عند الأطفال عمر 2 سنوات
يُعدّ عمر السنتين مرحلةً ذهبية في تطوّر اللغة؛ إذ يتوقع أن يمتلك الطفل ما يزيد على 50 كلمة، وأن يبدأ بضم كلمتين أو أكثر في جملة بسيطة مثل: «ماما اشرب» أو «بابا روح». عندما لا يستطيع الطفل في هذا السنّ التعبير عن احتياجاته إلا بالإشارة أو باستخدام بضع كلماتٍ فقط، نضع احتمال تأخر الكلام أو النطق ممّا يستوجب تدخّلاً مبكّرًا.
متى يعدّ الطفل متأخرًا في الكلام بعمر سنتين؟
- لديه أقل من 20 كلمة مفهومة.
- لا يربط كلمتين معًا («ماما باي» مثلاً).
- لا يقلّد كلماتٍ يسمعها من الأهل.
- يعتمد على البكاء أو الإشارة فقط.
- لا يفهم أوامر بسيطة مثل «هات الكرة».
وفق مراكز CDC، أيّ من العلامات السابقة يستدعي تقييمًا لغويًا وسمعيًا مبكرًا.
الأسباب المحتملة لتأخر الكلام في هذا العمر
- ضعف السمع أو التهابات الأذن المتكررة.
- التأخر النمائي العام (تأخر مهارات الحركة والإدراك أيضًا).
- اضطراب طيف التوحّد؛ يظهر غالبًا بتأخر اللغة وضعف التواصل البصري.
- اضطراب عصبي-عضلي مثل تعذّر الأداء النطقي الطفولي (CAS).
- بيئة لغوية فقيرة بسبب قلة التفاعل أو الإفراط في الشاشات.
خطوات التقييم الطبية واللغوية
- فحص سمع دقيق (تخطيط السمع بالأذن الوسطى).
- تقييم نطق ولغة لقياس المفردات والفهم والاستيعاب.
- تقييم نمائي شامل لاستبعاد مشكلات معرفية أو سلوكية.
خطة علاج تأخر الكلام عند عمر سنتين
1. جلسات النطق المبكرة (Early Intervention)
- جلسات فردية مرتين أسبوعيًّا مع أخصائي نطق.
- أنشطة لعب رمزي وألعاب أصوات لتقوية مخارج الحروف.
- تقنية التوسع اللغوي (تكرار جملة الطفل وإضافة كلمة جديدة).
2. برنامج Portage المنزلي
برنامج عالمي يدرب الوالدين على تنفيذ أنشطة لغوية بسيطة يوميًا؛ يشمل بطاقات صور، وأغاني حركية، وتمارين تسمية.
3. بيئة محفِّزة لغويًّا
- أطفئ الشاشات واستبدلها بقراءة تفاعلية.
- علق على تصرفات الطفل فورًا: «أنتَ ترسم!» «هاي كرة!».
- اطلب منه الاختيار بالكلام لا بالإشارة: «قل: مي أو عصير؟».
كم يستغرق التحسّن؟
غالبًا يظهر تحسّن خلال 8-12 أسبوعًا إذا وُجّهت الجلسات والمنزل معًا. بعض الحالات تحتاج 6 أشهر أو أكثر حسب شدة السبب.
دور الأسرة في تسريع العلاج
- الحضور مع الطفل داخل الجلسة لتعلم الأساليب.
- تسجيل الكلمات الجديدة أسبوعيًا في دفتر تقدّم.
- المدح على أي محاولة لفظية ولو كانت غير واضحة.
الخلاصة
إن علاج تأخر الكلام عند الأطفال عمر 2 سنوات يعتمد أساسًا على الكشف المبكر، ودعم المنزل، وجلسات نطق متخصصة. التزام الأهل هو العامل الأهم في تحقيق تقدّم سريع؛ فكل يوم تتحدث فيه مع طفلك هو خطوة نحو لسان طليق بإذن الله.